الشجاعة والقتال والصمود سمات الكتيبة المغربية في مونديال قطر-2022

عفاف رزوقي - و.م.ع

حقق المنتخب المغربي لكرة القدم، أمس السبت، إنجاز كبيرا وغير مسبوق في تاريخ الكرة العربية والإفريقية، بالتأهل إلى المربع الذهبي لمونديال قطر-2022، على حساب نظيره البرتغالي الذي كان مرشحا للفوز باللقب.

فمن خلال التحلي بالشجاعة والقتال والصمود، التي تمثل مقومات نجاحاتهم في قطر، تفانى أسود الأطلس بقيادة وليد الركراكي في جميع المباريات التي خاضوها، حيث لعبوا جميعا كرجل واحد، وأخرجوا ما في جعبتهم لصالح المجموعة، وذلك للظفر بمكان بين آخر أربعة فرق في السباق نحو كأس العالم، وتدوين اسم بلدهم في كتب التاريخ.

وللذهاب بعيدا نحو تحقيق حلمهم، لم يتوان اللاعبون المغاربة أبدا في إظهار الشجاعة والمرونة في الأوقات الحرجة؛ يتحدون الصعاب بفضل حالتهم الذهنية المثالية وروحهم القتالية التي تحسدهم عليها العديد من الفرق، ويلعبون بدون قيود واثقون من قوتهم.

وأكد وليد على أن المنتخب الوطني لم يضع سقفا لطموحاته، ولا يخشى أي خصم للذهاب بعيدا في المنافسة.

وبمساندة جماهير مغربية استثنائية، كان أسود الأطلس في مستوى الحدث، حيث فازوا على منتخبات ذات وزن ثقيل في كرة القدم العالمية، لبلوغ نصف النهائي.

وتعتبر الكتلة الدفاعية المغربية الصلبة خير مثال على البراعة الفنية والتكتيكية لأسود وليد الركراكي الذين أظهروا براعتهم وتفوقهم في الأدوار الدفاعية.

ويبقى التنظيم الدفاعي المغربي على حاله، حتى مع تغيير اللاعبين، لامعا من خلال صلابته، وهو ما اتضح من خلال المباراة ضد البرتغال، إذ رغم غياب ركيزتي الدفاع، نصير مزراوي ونايف أكرد، ظلت المنظومة الدفاعية غير قابلة للاختراق.

ولم يتلق المنتخب المغربي سوى هدف واحد منذ بداية المسابقة، وذلك بفضل خطه الدفاعي وحارس عرينه المتألق ياسين بونو، حيث يمتلك المنتخب المغربي أفضل دفاع في مونديال قطر.

ويساهم في هذه الصلابة الدفاعية، أيضا، العمل الذي يقوم به سفيان أمرابط، المستمر في إثارة الإعجاب عبر أدائه المذهل منذ بداية المونديال، وهو الأمر الذي جعله يحظى باهتمام أكبر الأندية الأوروبية.

ويعتبر أمرابط عنصرا أساسيا في فريق الركراكي، وهو لاعب متكامل ومتميز في دوره كلاعب خط وسط دفاعي، من خلال انضباط مثالي على أرضية الملعب، كما يتألق، أيضا، بشخصيته المحاربة ولا يدخر أي جهد لتشريف الألوان الوطنية، حتى لو كان عليه اللعب وهو يعاني من إصابة.

كما أثبت عز الدين أوناحي وسليم أملاح أنهما أساسيان في خط الوسط، إذ تكيفا بشكل مثالي مع خطة وليد الركراكي التكتيكية وأظهرا دقة فنية رائعة وذكاء في اللعب.

وكان كل من حكيم زياش وسفيان بوفال ويوسف النصيري دائما في الموعد، من خلال تقديم مستويات عالية، وقدرة على اختراق دفاعات الخصم ببراعة وكفاءة.

ويتألق أسود الأطلس الأبطال خلال نهائيات كأس العالم قطر 2022، لتحقيق حلمهم وحلم المغاربة والعرب والأفارقة، مواصلين كتابة التاريخ ولا سقف لطموحاتهم.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...