معرض خاص بتطوان للتشكيلي سعيد ريان تحت شعار “ذاكرة الأمكنة “

و.م.ع

يعرض الفنان التشيكلي سعيد ريان برواق المركز الثقافي اكليل بتطوان ،التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين ، أعماله الفنية البديعة تحت شعار “ذاكرة الأمكنة “.

ولا تخرج اللوحات التعبيرية للفنان سعيد ريان ،المعروضة بالرواق الى غاية يوم 31 من مارس الجاري ، عن نمطه التعبيري الواقعي المعتاد بمنح ابداعاته هامشا جميلا من الألوان ، كيف لا وهو المعروف في الوسط الفني بكونه “رسام الأحاسيس وسلطان الألوان ” .

وترتكز التجربة التشكيلية للفنان سعيد ريان ، وفق ما تبرزه اللوحات المعروضة ، على نمط تعبيري واقعي ،حيث يستلهم مواضيعه من الواقع بمفهومه الشمولي ، لكنها واقعية ليست كتلك التي عهدناها ، بل هي تتجاوز هذه النظرة لكي تنحو نحو الرمزية ، فلوحاته بأسلوبها التشكيلي المتميز وبمواضعها المتنوعة ، تبهرنا بالتفاصيل الحبلى بالبعد الرمزي والتعبيري ، حسب تعبير الناقد يوسف سعدون .

و تحاصرنا الأمكنة في لوحات الفنان ريان العصامي بكل تجلياتها (أزقة ،أبواب شرفات ،نوافذ ..) لكي تحمل لنا دلالات ما وراء هذه الفضاءات ، وهي ” دلالات تعمقها إقاعاته اللونية المؤثثة للفضاء العام للوحة ، إقاعات تشدنا للتفاصيل ، قد تتناغم تارة وقد تتنافر مرة أخرى عند ترجمة الظل والضوء ،لكنها في المجمل تعزف ” سيموفونيات من الألوان والأشكال وتمنحنا احتفالا للعين” يقول الناقد الفني .

وفي هذا السياق ، أشار سعدون بمناسبة المعرض ، الى أن رمزية التشكيلي ريان ، الذي بدأ عرض لوحاته رسميا سنة 1981 ، تتعمق من خلال الشخوص في لباسها التقليدي ، وكذلك طائر الحمام الحافل بالرمزية سواء معلقا أو راكنا في موقع ما من زوايا اللوحة ، مبرزا أن وجود هذه المكونات غالبا ما يأتي منسجما مع البناء العام حتى أنها تبدو متوهجة .

والفنان سعيد ريان ، ابن الشرافات بإقليم شفشاون الذي توج السنة الماضية بالجائزة الأولى لاتحاد القيصر للفنون التشكيلية بالأردن، يرسم المشاهد حينما تنضج في وجدانه ،ولا يعتمد على المشاهدة الآلية ، بل يجسدها بإحساس عميق فتتوهج أسطح المنازل وتظهر الألوان زاهية في الأزقة ، وتعانق عنده الظلال الألوان بكل أطيافها لتنفلت من الرمادي .

وبخصوص الأسلوب الفني لسعيد ريان ، أكد الناقد ، أنه يكشف شغفه الكبير بمواكبة وتسجيل التغيير المستمر الذي يصيب الأمكنة ، و هو يوثق لها بمهارات تقنية متحررة من التقليد ومبرزة قوة لمسات الفرشاة ، فيجعل من اللوحة شاهدا على عصرها .

والتشكيلي ريان ، من منظور الناقد سعدون ، هو أيضا حالم يعيد الحياة للمكان عبر الوصف التشخيص الصباغي ، لكنه وصف جسور ، لا يعيد إنتاج المرئي ، بل يقدمه كما يحس به ، وهو هنا ينحو شيئا ما نحو الإنطوائية .

و الفنان سعيد ريان يعشق مغامرة المحاكاة ، و يتجاوزها ليمنحها عوالم من مشاهد الصفاء.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...